ربنا .... عرفوه بالعقل

ربّنا ماشافوهش.....إنما عرفـــوه بالعقــــــل

Tuesday, March 28, 2006

تهنا و نسينا الطريق- إنكسر جوانا شيء

انتزعتني من خواطري فتاتان مرتا أمامي في نشاط دون أن تعبئا بالمطر. ذكرتاني على الفور بالمرأة المصرية في الستينات و السبعينات, سافرة الوجه, عارية الرأس, مزهوة برشاقتها و أنوثتها أما الأن فهي تمشي متعثرة مضطربة الخطى, غالبا ما تستند بيدها أو جسدها كله إلى أقرب جدار, تئن من الحرارة الخانقة تحت وطأة الملابس السابغة التي تغطي أجساما نفخها طعام غير صحي و حياة بلا رياضة تحفل بصنوف العلل, ينقضي جزء كبير منها في مقعد أمام التليفزيون أو متمرتسة في سيارة يقودها زوج مكتئب أو منكمشة في ميكروباص يحملها من عمل ممل طوال اليوم إلى مسكن في حي عشوائي, وقد اكتسب وجهها الأسمر المنتوف الشعر جيدا أسفل الحجاب شراسة ينطلق عنانها في معارك الصراعات الصغيرة
صنع الله إبراهيم أمريكانلي

Saturday, March 18, 2006

بيـنا يا جدع, ننزل الميدان

الجدع جدع, و الجبان جبان. بينا يا جدع, ننزل الميدان بصوا, مش هتكلم عن تفاصيل لأن أكيد في ناس كتير هتكتب أحسن مليون مرة, ممكن أحط وصلات بعد كده, ولا هتكلم عن موقف القضاه اللي لازم نحترمه بجد و نتحمس معاهم شويه (المقال ده جامد قوي عن إزاى إن القضاة هم فعليآ الأمل الأخير) بس أنا عايز اتكلم عن شوية حاجات لاحظتها قبل ما أنسى.. اجمل حاجه حسيتها في ال "قعدة" دي, نظرات الناس اللي كانوا في الشارع, سواقين التاكسيات اللي كانوا بيهدوا على جنب, و أحيانا يقفوا دقيقه ولا دقيقتين, يسمعوا الهتافات, و يقروا اليفط, يسمعوا "يسقط يسقط حسني مبارك" فى وسط ميدان التحرير, ومفيش أمن محاصرنا ولا بيقبضوا علينا.. ركاب الاتوبيسات اللي كانو بيبصوا علينا ويفتحوا الشباك علشان يسمعوا, نظرات الدهشه و الاستغراب في وشوش الناس إللي في العربيات, مش علشان مظاهرة وخلاص, الصبح قدام النقابة مكانش حد معبرنا, خلاص بقى مشهد مألوف, لكن البيات في الشارع, في ميدان التحرير, جامده فشخ.. كان نفسي أسمع الناس بتقول ايه, مجانين, رجاله, مفيش فايده, احنا فعلا سمعنا كذا "ربنا ينصركوا" و "ربنا معاكوا" من الناس اللي معديه.. منظر الناس اللي ماشيين على الرصيف التاني الصبح, رايحين شغلهم, وبيقفوا دقيقه يبصوا و بعدين يكملوا مشي, بيفكروا في ايه و هما ماشيين, وازاي هيحكوا لزمايلهم في الشغل و اهلهم في البيت لما يروحوا.. الصبح و هوا بيطلع علينا, أنا محدش يقدر يتهمني ان عندي اي نوع من انواع المشاعر, بس فعلا اتأثرت, الناس بتصحي والشمس بتنور واحده واحده, البرد الغير انساني بيدوب في الشمس, استعاده الشعور باعضاء مهمه من الجسم كنا فقدنا الاحساس بيها من زمان من كتر القعده على النجيله المتلجه, صوره إليسا العملاقه وهي بتنور واحده واحده, مخلياها من عالم تاني, فعلآ منظر مؤثر. كمية المدونين اللي قابلناهم, واللي فعلآ اتكلمنا معاهم, غالبآ هاكتب بوست عن الموضوع ده قريب, بس شعور انك تقعد جنب علاء و يسألك تليفونك نوعه ايه ويغني حتت من الاغاني اللي بتغنيها, و انك تشوف إبليس(اللي دي غالبآ أول مرة يحضر مظاهره) وتعرف ان الحافظيه دي خدعه, عمرو و احمد غربيه, مالك و يحيى مجاهد, واحده مصريه و إحتمال سقراط (مش متاكدين), عمرو عزت و عبد اللة النديم. شوية رفايع كده بقى, ازاي محدش بيقعد لوحده وكله بيتعرف على بعض ونقعد مع بعض, و نتناقش ونتفلسف ونغني مع بعض, الناس اللي كانت عماله تعزم علينا باكل و مياه و عصاير, فعلا كمية اكل اكتر من اللي في بيتنا, يخرب بيت أغاني منير و الشيخ إمام اللي إتغنت, اه و إني ألاقي بني ادم بيسمع طنبورة و نقعد نغني مع بعض.. اووف, كتير والله في الأخر كل اللي هاقوله, انا عارف ان شكلي ممكن يكون محدث, بس دي مكانتش مظاهره و خلاص, حتى الشعار كان عاجبني طحن, "عش ولو ساعات في منطقة محررة", كانت حاجه أكبر بكتيير من مظاهرة.. كانت قعده.. ربنا يعيد اليوم ده تاني